سيارات الدفاع المدني خلال احتواء حريق التماس في جهاز التكييف بالمستشفى المركزي بجازان. (عكاظ)
سيارات الدفاع المدني خلال احتواء حريق التماس في جهاز التكييف بالمستشفى المركزي بجازان. (عكاظ)
515417717115262
515417717115262
عملية إخلاء مريض من قبل رجال الدفاع المدني بعد حريق جهاز التكييف.
عملية إخلاء مريض من قبل رجال الدفاع المدني بعد حريق جهاز التكييف.
-A +A
محمد مكي (الرياض)
ما زال الغموض يسيطر على حوادث اندلاع الحرائق والتماسات الكهربائية، في مرافق القطاع الصحي بجازان، ما جعل عبارة «أخي المريض.. نرجو الابتعاد المستشفى قابل للاشتعال» بمثابة مقولة تلوكها الألسن، فبعد كارثة «فجر الخميس» الذي شهدها مستشفى جازان العام الحالي، والتي أودت بحياة 25 شخصا وإصابة 123 آخرين، تبعها حريق بمركز الشاطئ للرعاية الأولية الصحية، وثالثة وقعت بغرفة التحكم للكهرباء بمستشفى الطوال العام، يليها احتراق قسم العلاج الطبيعي بمستشفى أبو عريش العام وصولاً إلى حادثة احتراق مستشفى العارضة الذي تم إخلاء جميع المرضى المنومين منه لينتهي المطاف ليل أمس الأول (الجمعة) بحادثة تماس في جهاز تكييف، بمستشفى الملك فهد المركزي، وانبعاث الدخان منه، ما أدى إلى إخلاء المرضى والاستعانة بفرق الدفاع المدني التي انتقلت بسيارات الإطفاء والإسعاف والإنقاذ للموقع وباشرت الحادثة، كل هذه السيناريوهات المتواصلة لحوادث الحريق تجعل الأسئلة مشتعلة حتى إشعار آخر.

حرق أعصاب


وفي هذا السياق، وصف المختص في برامج السلامة والصحة المهنية الدكتور محمود شلبي أوضاع بعض المستشفيات بأنها «تحرق أعصاب المريض وأسرته، كما تهدد من هم داخل غرف العمليات والعناية المركزة، إذ يصعب تحريك وإجلاء هؤلاء من مكان إلى آخر لخطورة أوضاعهم الصحية، فضلا عن أن التعاطي مع الحرائق يحتاج إلى كوادر مؤهلة». كما ذكرت مصادر في وزارة الصحة افتقار الوزارة للإجراءات الرئيسية في مواجهة احتمال وقوع الحوادث داخل تلك المنشآت، ولكن هذه الإجراءات وإن كانت في غاية الأهمية لا تولي لها الوزارة أي اهتمام وفي مقدمتها القدرة على إدارة هذه السياسات بالتأهيل والتدريب المستمر، إلى جانب استشعار المسؤولية والتفاني من أجل تحقيقها، إذ تبرز أهمية تلافي وجود أي قصور هندسي أو عيوب في التصاميم المعمارية لمباني المستشفيات، ما قد يؤدي إلى حدوث كوارث مؤلمة لا يجدي معها تطبيق السياسات والنظم الوقائية التقليدية.

تقييم ومراجعة

من جهته، قال علي شار (مسؤول في «الصحة») إنه يفترض وجود متابعة مستمرة لجميع إجراءات الأمن والسلامة في جميع المستشفيات وذلك من خلال عدة اتجاهات تضمن تحقيق أعلى معدلات الأمن والسلامة في المنشأة الصحية، وفق معايير معتمدة من قبل وزارة الصحة في هذا الجانب، موضحاً أنه لابد أن تتم مراجعة جميع الإجراءات بشكل دوري للوقوف على جاهزيتها، مضيفا أن هناك سياسات وإجراءات يتمّ تنفيذها مباشرة في حال دعت الحاجة إلى ذلك. وبيّن شار أن جميع تلك الإجراءات لابد أن تخضع للتقييم والمراجعة بشكل دوري، لافتا إلى أن للدفاع المدني دور إشرافي مباشر على المنشآت الصحية، إذ تؤخذ ملاحظاته بعين الاعتبار وتعالج فوراً من قبل المعنيين بالمديريات والوزارة، أمّا بخصوص الهلال الأحمر فإن هناك تعاونا يتم عن طريق غرفة عمليات إدارة الطوارئ والأزمات الصحية بالمديريات مع غرفة عمليات الهلال الأحمر السعودي، إذ يتم من خلالها التنسيق والدعم في حال الإخلاء وتلقي البلاغات وتحويل المرضى إلى المستشفيات المعنية في حال وقوع الحوادث. «عكاظ» جالت أمس في عدد من المنشآت الصحية ورصدت قلق المرضى والمراجعين على خلفية تكرار سماع فواجع الحرائق التي تحدث في المستشفيات ولم تخفف مخاوفهم جولات سريعة لبعض الكوادر الفنية بعد كل حادثة على غرف التنويم للتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية. وأوضح المرضى أن إدارة المستشفيات تطلب منهم فصل التيار عن كل الأجهزة المساندة خشية حدوث شيء في ظل قلة تدابير السلامة والتجاوز عن صيانة الموجودة منها.